المراة المثلية داخل المجتمع النسائي الغيري

692px-Lesbian-hearts-symbol-3D.svg

المراة المثلية داخل المجتمع النسائي الغيري

م. ع.

لا تختلف المرأة المثلية عن المرأة الغيرية في ميولها الجنسي فحسب، إنما تختلف أحياناً في أذواقها ومظهرها وتعابيرها الجسدية ونمط حياتها أيضاً. لذا، في أغلب الأحيان، نرى نفسنا أمام نمطي حياة مختلفين كثيراً ظاهرياً

لم تكن المثلية الجنسية موضوعاً متداولاً داخل المجتمع اللبناني، لدرجة أن الكثيرين، وحتى يومنا هذا، لا يدركون ان المثلية الجنسية موجودة أصلاً. واذا كنا نعرف رفض المجتمع الذكوري للمثليين الرجال لوقت طويل من جهة أن الرجل المثلي يصبح رجلاً ناقص “الرجولية” بنظر المجتمع، هذا لا يعني أن النساء المثليات لم يكنّ مهمّشات أيضاً داخل المجتمعات النسائية

فالمرأة المثلية، الى جانب كونها موضوع اثارة بالنسبة لبعض الرجال الغيريين الذين لا يرون في المرأة الا متعة جنسية، تستبعد في بعض الأحيان عن المجتمع النسائي كونها أيضاً “ناقصة الأنوثة” بالنسبة للنساء المغايرات

في الدرجة الأولى، استبعد مجتمع النساء المرأة المثلية بسبب عدم معرفة ما هي المثلية الجنسية وأخذ موقف احترازي ووقائي منها. نتيجة لذلك، ولأن الإنسان بطبيعته يفضّل اللجوء الى البيئة والفئات الاجتماعية التي تشعره بالراحة، فضّلت النساء المثليات، كما الرجال المثليين أيضاً، التقوقع داخل بيئة تشعرهنّ بالراحة

في الدرجة الثانية، تكمن المشكلة في الصورة النمطية الخاطئة في بعض الأحيان الذي تأخذها المرأة الغيرية تجاه المرأة المثلية. فبالنسبة للمجتمع النسائي اللبناني، ان المرأة المثلية ترغب في أن تكون رجلاً: فهي لا ترتدي الثياب التي تدلّ على الأنوثة كالفساتين، وتتصرف كالرجال من حيث تعابيرها الجسدية. ومصدر هذا اللغط ليس فقط عدم الاضطلاع على ماهية المثلية الجنسية إنما عدم التمييز بين الميول الجنسي والهوية الجنسية

فالمرأة التي تميل الى الانجذاب بمرأة أخرى لا تقلّ بالضرورة أنوثة عن المرأة التي تنجذب الى الرجال. فإذا حددت الميول الجنسية في بعض الأحيان اختيار الملابس والتعابير الجسدية، هذا لا ينطبق على كل الحالات

في الدرجة الثالثة، نتيجة للأحكام الصارمة التي يضعها المجتمع على النساء جميعاً، ونتيجة لعدم قدرة المثليات على الانخراط في مجتمع منغلق يحد من طموح المرأة وحريتها ويحدد لها كيفية اختيار ملابسها وتصرفاتها ومظهرها وغيره خاصة وأن المرأة ومنذ صغرها تكون مشروع زوجة وربة منزل وهذا ما لا ينطبق لا شكلاً ولا مضموناً على اسلوب حياة النساء المثليات، كان جواب مكونات بعض المجتمعات المهمشة ومنها المثليات ردة فعل صادمة للمجتمع مما أدى الى تضخّم الهوّة بين المجتمع النسائي لمثلي والمجتمع النسائي الغيري

ان المجتمع اللبناني يستضعف المرأة بغض النظر عن ميولها الجنسية. والشرخ داخل أية فئة مهمّشة في المجتمع لا يزيدها الا ضعفاً. ان المجتمع النسائي اللبناني لا يتحمّل وجود أي تمزّق داخله خاصةً أنه لا يزال ضعيفاً فما فيه لكفاية لمواجهة مجتمع لا يعطيه أدنى حقوقه