2022 بيان بمناسبة اليوم العالمي للإيدز
لا يزال على الرغم من الحملات المحلية والعالمية للتوعية بمرض نقص المناعة المكتسب، يعاني المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب من اضطهاد ووصم وتمييز اجتماعي يطال حقوقه الإنسانية الأساسية التي كفلتها شرعة حقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية
أن وصمة التمييز التي تطال هذه الشريحة تنعكس سلباً على حقها في الحياة والتي ترعب الأفراد وتمنعهم من إجراء فحص فيروس نقص المناعة، وهو ما دفع منظمة الصحة العالمية لهذه السنة إلى إطلاق شعار ” أخبر صديقك”، بمناسبة اليوم العالمي للإيدز في 1 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهو الشعار ذاته الذي تبناه البرنامج الوطني لمكافحة “السيدا” في لبنان, وذلك لحث الأفراد من الفئات المهمشة لإجراء الفحص السريع السري والمجاني
نستغل هذه المناسبة لنسلط الضوء على واقع لبنان والتجاوزات التي تحصل بحق المتعايش مع فيروس نقص المناعة، والتي تصب في خانة الوصم والتمييز والاضطهاد، خصوصاً بعد الاستماع الى ما يحصل على ارض الواقع والصعوبات التي يواجهها الأفراد المتعايشين مع المرض، حيث يعتبر انتهاكاً واضحاً للحريات الشخصية والحقوق الأساسية المذكورة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية التي تبناها لبنان وحرص على احترامها وتكريسها في الدستور اللبناني، وبالتالي هذه الانتهاكات تساهم في افشال الجهود التي تقوم بها وزارة الصحة والبرنامج الوطني وعشرات الجمعيات المحلية والدولية، ونذكر منها
أولاً: لا يزال المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب في لبنان يعاني من الوصم والتمييز من قبل المجتمع عموماً، وفي بعض المؤسسات العامة والخاصة، وهو مرتبط بحقوق الإنسان والجهود التي تقوم بها الدولة والمؤسسات الأخرى، خصوصاً أن نبذ المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب تؤدي إلى انعزاله واهمال العلاج واجراء الفحوصات الطبية اللازمة، ما يقوض عملياً كل الجهود القائمة على مبدأ تقديم الدعم والمشورة في سياق الحد من انتشار المرض
ثانياً: لا يزال المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب في لبنان يعاني على صعيد تأمين عمل لائق، خصوصاً في بعض الشركات والمؤسسات التي تجبر المتقدمين إلى الوظائف على إجراء فحوصات من ضمنها فحص، على الرغم من أنه بات معروفاً ومثبت عملياً أن هذا المرض لا ينتقل إلا عبر أطر محددة، وبالتالي لا تتناقض الإصابة به من عدمها مع أغلب فرص العمل والواجبات المطلوبة، وبالتالي يحرم من الفرص المهمة والحقوق الأساسية بدون أي سبب شرعي وتنعكس بالتالي على دوره في المجتمع وتطوير ذاته
ثالثاً: إن أهم العقبات التي يتعرض لها المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب تكمن في رفض شركات التأمين تقديم خدماتها للأشخاص المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، على الرغم من أن الفروع الدولية تقدم خدماتها بالتوازي لكل المواطنين من دون تمييز بينهم. وهو الأمر الذي يدفعنا إلى الطلب من الوزارات والجهات المعنية، إلى فتح حوار جدي مع هذه الشركات بشأن هذه المسألة، لما لهذه الخطوة – في حال حصلت – من أثر إيجابي على كل شرائح المجتمع، ومن بينهم المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب
رابعاً: على جميع الأطقم الطبية والمستشفيات الالتزام بالمعايير الأخلاقية والإرشادات لدى التعاطي مع أي مريض وخاصة المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسبة رغم إشادتنا بالدور المهم الذي تقوم به المستشفيات والأطقم الطبية والوزارة المعنية، ونطالب بتكثيف التدريبات وحملات التوعية الممنهجة لهذه الأطقم، وذلك لتفادي أي آثار سلبية على الصحة النفسية للمتعايشين
إن إدراك هذا المرض يدفع إلى التأكيد أن المشكلة الأساسية لا تكمن فيه ولا في المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب بل في طريقة تعاطي المجتمع السلبية مع المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب، خصوصاً أن فئة كبيرة لا تزال تجهل حقيقة ه المرض، وتستند إلى بعض الموروثات شعبياً، من اتهامات تمس كرامة المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب، وتؤدي إلى نبذه اجتماعياً وانتهاك حقوقه الأساسية والشرعية فيسبب ضرر نفسي وصحي واجتماعي
خامسا”: رغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به القوى الأمنية ومسببه من الناحية الوطنية إنما يجب النظر إلى وضع السجون ووضع سياسات دامجة ومراعية لمبادئ حقوق الإنسان ومنها مبادئ مانديلا
ولذلك يجب العمل على منع التمييز في المعاملة بحيث يجب وقف أي نوع من التمييز يتعرض له المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب ومنها التشهير والفرز والفصل عن باقي السجناء بحيث يجب العمل على إدماجهم مع باقي السجناء بسبب عدم توفر أي سبب طبي و وقائي يبرر هذه المعاملة إن كان المتعايش يحصل على العلاج اللازم، إذ إنّ المرض لا ينتقل إلا إذا كان الشخص لا يتلقى العلاج اللازم والفعال
كما يتوجب الاستمرار بالجهود القائمة على تقديم كامل الفحوصات والعلاجات اللازمة لهم مجانا” والعمل على تسهيل عمل الجمعيات والوزارة المعنية بهدف توفير الخدمة الصحية على أفضل وجه ممكن، كما على الجهات المانحة المحافظة على التمويل المخصص لهذا الأمر
إن إدراك هذا المرض يدفع إلى التأكيد أن المشكلة الأساسية لا تكمن فيه ولا في المتعايشين مع فيروس نقص المناعة المكتسب بل في طريقة تعاطي المجتمع السلبية مع المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب، خصوصاً أن فئة كبيرة لا تزال تجهل حقيقة هذا المرض، وتستند إلى بعض الموروثات شعبياً، من اتهامات تمس كرامة المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب، وتؤدي إلى نبذه اجتماعياً وانتهاك حقوقه الأساسية والشرعية فيسبب ضرر نفسي وصحي واجتماعي
وعليه، وعلى الرغم من حملات التوعية غير الكافية، دفعتنا تجربة الأعوام الأخيرة الى الدعوة مجدداً الى تكثيف حملات التوعية ضمن المدارس والجامعات، وارفاقها بشروحات واضحة، لإزالة أي التباس لدى الفئات الشبابية، التي يعول عليها مستقبلاً، من أجل تقبل المتعايش مع فيروس نقص المناعة المكتسب، ودمجه اجتماعيا، كما الحد من انتشاره
بيروت في ٢٩، تشرين الثاني / نوفمبر٢٠٢٢
الجمعيات الموقعة
براود ليبانون
المركز اللبناني لحقوق الإنسان
عدل ورحمة
مركز ريستارت لتأهيل ضحايا التعذيب
مركز الخيام
Leb Relief
MSD